Tunisie : La lettre de démission de Hamadi jebali du mouvement Ennahdha

jebali

Visiblement les tiraillements au sein du conseil de la choura sur la position du mouvement Ennahdha au sujet du 2ème tour de l’élection présidentielle, commence à faire des victimes.

Hamadi Jebali qui avait clairement soutenu la candidature de Moncef Marzouki “pour éviter la mainmise de Nidaa Tounes”, en dépit de la décision de neutralité de la direction de son parti, semble ne pas accepter l’orientation actuelle d’Ennahdha de “ne pas refaire l’erreur du 1er tour en s’assurant d’une réelle neutralité de ses cadres et électeurs au 2ème tour” (dixit Smir dilou sur le plateau de “Kleme Enness” le mercredi 10 décembre 2014).

Il semble évident que Moncef Marzouki a réussi à créer la zizanie au sein du parti islamiste en divisant ses cadres entre partisans d’un appui à Marzouki et ceux qui veulent empêcher que les voix des électeurs d’Ennahdha se retrouvent totalement, comme au 1er tour, dans le camp du président provisoire sortant.

Texte de la lettre de démission de Hamadi Jebali (en arabe)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بيان واعلام
تمر بلادنا شعبا وأحزابا وفاعلين اجتماعيين بمرحلة انتقال صعبة وحاسمة: من منظومة الاستبداد والفساد الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، يكرم فيها الانسان ويزدهر فيها العمران وننعم فيها بالسلم المجتمعي في كل أبعاده، تلك هي أهداف ثورتنا المباركة، ثورة الكرامة.

وفي سبيل انتصار هذه القيم وانجاز الأهداف، ضحت عبر عقود أجيال من أبناء شعبنا، فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من ابتلي بشتى أنواع البلاء ومنهم من ينتظر صابرا منتصرا لهذه القيم.

وعلى هذا الأساس ومن أجل انجاز هذا المشروع الحضاري، كان انضمامي المبكر الى الحركة مطلع السبعينات ومساهمتي المتواضعة في نضالها طيلة عقود وتطورها وانتصارها بالثورة لتصبح فاعلا أساسيا في المجتمع.

ان كل اطار تنظيمي هو الوعاء المؤطر للفكرة المنجزة للمشروع الذي تعاهدنا عليه من أجل تونس الحرية والعدالة نشترك فيه مع كل شعوب العالم التائقة للتحرر وبناء السلم العادل.

اليوم يواجه هذا المشروع تحديات جسام ومخاطر ردة داخلية وخارجية وضعت شعبنا وقياداته على المحك مجددا وأمام امتحان: اما مواصلة النضال لانجاز حلقات هذه الثورة السلمية على طريق صعب وطويل. واما تخاذل واستسلام يفضي لا قدر الله الى انتكاسة، والعودة بشعبنا الى منظومة الاستبداد والفساد، ونتيجتها حتما ضياع الأمل عند شبابنا خاصة. والالتجاء الى حلول اليأس والعنف والتطرف والإرهاب.

وقد آليت على نفسي أن أكون ضمن المناضلين المنتصرين لمنهج الثورة السلمي المتدرج درءا لمفسدة ستكون كارثية على شعبنا ومنطقتنا وأمتنا بل عالمنا كله.

هذا الموقف والموقع والذي لا أكلف به إلا نفسي، أجد صعوبة بالغة في الوفاء به ضمن اطار تنظيم حركة النهضة اليوم….

وحتى لا أحمل غيري مسؤولية مواقفي، وفي المقابل حتى لا أتحمل تبعات قرارات وخيارات: تنظيمية تسييرية وأخرى سياسية استراتيجية لتموقع الحركة في المجتمع، حيث لم أعد أجد نفسي في هذه الخيارات و مآلاتها.

وتجنبا لكل خصومات ومشاحنات تضعف صف المناضلين وتذهب بالود والعلاقات الطيبة مع كل اخواني قيادة وصفا.

وبعد فترة تأمل، قررت الانسحاب من تنظيم الحركة لأتفرغ الى مهمة أعتبرها مركزية، وهي الدفاع على الحريات على طريق مواصلة الانتصار الى القيم التي قامت من أجلها الثورة وعلى رأسها احترام و انفاذ دستور تونس الجديدة.

“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب”

والسلام

حمادي جبالي

سوسة في 11 ديسمبر 2014